وجهات نظر جنوبية حول اعلان الانفصال في الوقت الراهن
20 مايو، 2016
1٬219 8 دقائق
يمنات
حدّد رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي في جنوب اليمن، صالح يحيى سعيد، يوم السبت 21 مايو سيكون موعداً لإعلان انفصال الجنوب عن دولة الوحدة.
و قال سعيد المحسوب على الفصيل الحراكي الموالي للرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، إن مدينة عدن ستشهد في الـ21 من الشهر الجاري احتفالاً بـ«فكّ ارتباط» الجنوب، والإعلان عن «وثيقة الاستقلال».
و فيما يرى سياسيون جنوبية أن اللحظة مؤاتية لتحقيق «الحلم الجنوبي» القديم بالاستقلال عن دولة الوحدة المُعلنة في 22 مايو 1990، تشي معطيات عدة بصعوبة تحقيق هذه الخطوة. و أول المؤشرات على ذلك، العجز عن تحويل المطلب الجنوبي إلى حقيقة، هو تفكك القوى الجنوبية وغياب قادتها عن الساحة، و هو ما ظهر حين جاء إعلان بهذه الأهمية من مجلس يجمع ناشطين جنوبيين لا قيادات سياسية وازنة.
و فيما يقف التيار الموالي لعلي سالم البيض خلف هذه الدعوة، ترفض معظم القيادات الجنوبية الأخرى الذهاب إلى هذه الخطوة «المتطرفة» حالياً. كذلك، فإن القوات التي قاتلت إلى جانب قوات التحالف السعودي في الجنوب تعكس ضعفاً وهشاشةً واضحين، الأمر الذي ظهر في العجز عن قتال التنظيمات المتطرفة قبل اتخاذ القرار على مستوى خليجي ودولي لطرد «القاعدة» من بعض المدن، إلى جانب تعدد الولاءات بين المقاتلين وضعف «الجيش الجنوبي» الذي أعلنت الرياض تشكيله مع اندلاع الحرب.
من جهتها، رأت حركة «أنصار الله» أن هذا الإعلان يندرج في إطار “العدوان” على اليمن «الذي جاء لأهداف استراتيجية وأهداف آنية، من بينها إضعاف اليمن كدولة وكسيادة والتدخل في قراره السياسي وفي شؤونه العسكرية».
وقال المتحدث باسم الحركة، محمد عبد السلام، في تصريحات صحافية، إنه بدا واضحاً أن التحركات في الجنوب هي تحركات تنتهك السيادة اليمنية وتتعارض مع قرارات مجلس الأمن التي تؤكد الحفاظ على استقرار الجمهورية اليمنية واستقلالها وسيادتها.
في هذا الوقت، قلل سياسيون وناشطون جنوبيون من احتمال تحقيق الانفصال عملياً في وقت قريب، مستندين إلى كثير من الشواهد التي تمثل عائقاً أمام الوصول إلى دولة جنوبية مستقلة عاصمتها عدن.
يقول الناشط حسين بن لقور من محافظة حضرموت إن اتخاذ هذا القرار في الظروف الحالية يُعدّ «مغامرةً»، لأن الجنوب لا يزال أمامه طريق مليء بالعقبات الصعبة والمواجهات العسكرية. ويضيف أن الوصول إلى تلك الخطوة بالمعارك القانونية لن يكون سهلاً، معتبراً أن من ينادي بفك الارتباط عن الشمال في هذا التوقيت، أصوات هي إما دخيلة على الجنوب، على حد قوله، أو تتبنى مصالح قوى حزبية يمنية غير جنوبية، أو أصوات جنوبية متطرفة لا تدرك تعقيدات الوضع الحالي.
من جهته، قال الناشط السياسي محمد بن سويلم من محافظة المهرة، إن هناك خطوات مهمة قبل التسرع بإعلان الانفصال والاستقلال عن الشمال، يجب على القيادات الجنوبية التنبه لها، تتمثل بإقناع دول الخليج والمجتمع الدولي بمطلب الاستقلال. ويعتقد أنه متى توفر الاقتناع لدى هذه الأطراف بتحقيق هذا المطلب، يمكننا القول إن القرار حان إعلانه، أما أن يتخذ قرار بهذا الأسلوب من «الارتجالية والعشوائية»، فهو «وأد للقضية الجنوبية».
وجهة نظر عسكرية أيضاً استبعدت جدية تحقيق «الاستقلال»، إذ أوضح العميد علي محمد الخوار، وهو ضابط في «الجيش الجنوبي» الموالية لقوات هادي، أن الانفصال عن الشمال ينقصه «استكمال بناء قوات أمنية جنوبية خالصة».